عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمرا صحفيا تحدث من خلاله عما أسماه النزعة الانفصالية الإسلاموية في فرنسا التي حسب تعبير الرئيس الفرنسي أنتجت مجتمعا موازيا للمجتمع الفرنسي. وفي خضم إسهاب الرئيس الفرنسي في توصيف حالة الجاليات الإسلامية التي تعيش في مجتمعات مغلقة ولا تندمج بشكل كاف في الثقافة والهوية الفرنسية، أشار إلى أن الإسلام يعاني من أزمة وهذا في الحقيقة؛ ما أثار الكثير من الجدل وأحياناً الغضب في صفوف الجالية المسلمة وكذلك تعداه إلى خارج فرنسا.
الإسلام دين كبقية الأديان يتكون من عقائد وتعاليم وشعائر، وهو الكمال الروحي لدى معتنقيه، لا بل يتجاوز ذلك إلى كونه هوية حضارية وثقافية لمليار ونصف المليار إنسان على هذه المعمورة، وبالتالي عندما يقترب الرئيس الفرنسي من الهوية المتأصلة لدى كل هؤلاء في حالة تعميم متسرعة، فإنه في الحقيقة يضع نقطة النهاية لأي خطاب يمكن أن ينفذ إلى فهم وتقدير المسلمين، أكثر من ذلك فإن الرئيس الفرنسي يبنى حاجزا كبيرا مع الفرنسيين المسلمين الذين هم جزء من النسيج الاجتماعي الفرنسي. ولكن هل جانب الرئيس الفرنسي الصواب في كل ما ذهب إليه، الإجابة بكل تأكيد لا. الإسلام تم جره من قبل فئة قليلة إلى وحل السياسة وتلطخ بكل قيمها السلبية، فتحول الإسلام من كونه القيمة العليا إلى اعتباره أداة من أدوات الفعل السياسي. خلط الدين بالسياسة هو باب للشر وهو السبب في شرور لا تزال المجتمعات المسلمة تعاني منها. الأكثر مرارة أن من عانى وقاسى من هذه الشرور هم المسلمون قبل غيرهم، فقد تجلى هذا الخلط في التعبير الأكثر راديكالية في جماعة الإخوان المسلمين وداعش والنصرة والحوثيين وحزب الله ونظام الملالي، وكل هؤلاء دفعوا باتجاه تقسيم المجتمعات، من التكفير وربط الدول الحديثة بمنظومات قروسطية وصولا لقطع الرؤوس أمام الكاميرات، كل ذلك غيث من فيض مما جره ما يسمى (الإسلام السياسي) على الإسلام والمسلمين. منذ بداية الثمانينات وعندما لفظت كثير من الدول الإسلامية تلك الفئة الضالة من بلدانها وجدت أرضا خصبة لها في الدول الغربية، حيث استغلت هامش الحرية المتاح من أجل بناء أجيال تتبنى الأفكار الراديكالية، وكلما دخل العالم الإسلامي في أزمات استغلته تلك الجماعات الراديكالية لدفع الشباب من أبناء الجاليات إلى مزيد من التطرف. فكانت النتيجة أن هذه الجماعات فتحت صراعا بين الجاليات المسلمة والمجتمعات التي تعيش فيها، ترافق ذلك مع تغيرات تموج في المجتمعات الغربية نفسها حتى لاقى اليمين المتطرف والشعبوي تلك الجماعات في منتصف الطريق، فظهرت على السطح مفاهيم جديدة كالإسلاموفوبيا ومعاداة المسلمين وتكفير المجتمعات الغربية، بل وحتى تكفير المجتمعات الإسلامية.
سيادة الرئيس ماكرون، الإسلام لا يعاني من أي أزمة ولكن المجتمعات المسلمة تعاني من أزمات حقيقة تتمثل في تلك الجماعات المتطرفة التي تجثم على صدور المسلمين أينما حلوا. وحان الوقت سواء على الحكومات الغربية أو العربية أن تتخذ مزيدا من الإجراءات لتحجيم تلك الجماعات وحان الوقت للمجتمعات المسلمة أن تلفظ هذه الفئة الضالة (خوارج العصر) وتعالج الجروح الغائرة التي تسبب بها هؤلاء.
باحث سياسي
ramialkhalife@
الإسلام دين كبقية الأديان يتكون من عقائد وتعاليم وشعائر، وهو الكمال الروحي لدى معتنقيه، لا بل يتجاوز ذلك إلى كونه هوية حضارية وثقافية لمليار ونصف المليار إنسان على هذه المعمورة، وبالتالي عندما يقترب الرئيس الفرنسي من الهوية المتأصلة لدى كل هؤلاء في حالة تعميم متسرعة، فإنه في الحقيقة يضع نقطة النهاية لأي خطاب يمكن أن ينفذ إلى فهم وتقدير المسلمين، أكثر من ذلك فإن الرئيس الفرنسي يبنى حاجزا كبيرا مع الفرنسيين المسلمين الذين هم جزء من النسيج الاجتماعي الفرنسي. ولكن هل جانب الرئيس الفرنسي الصواب في كل ما ذهب إليه، الإجابة بكل تأكيد لا. الإسلام تم جره من قبل فئة قليلة إلى وحل السياسة وتلطخ بكل قيمها السلبية، فتحول الإسلام من كونه القيمة العليا إلى اعتباره أداة من أدوات الفعل السياسي. خلط الدين بالسياسة هو باب للشر وهو السبب في شرور لا تزال المجتمعات المسلمة تعاني منها. الأكثر مرارة أن من عانى وقاسى من هذه الشرور هم المسلمون قبل غيرهم، فقد تجلى هذا الخلط في التعبير الأكثر راديكالية في جماعة الإخوان المسلمين وداعش والنصرة والحوثيين وحزب الله ونظام الملالي، وكل هؤلاء دفعوا باتجاه تقسيم المجتمعات، من التكفير وربط الدول الحديثة بمنظومات قروسطية وصولا لقطع الرؤوس أمام الكاميرات، كل ذلك غيث من فيض مما جره ما يسمى (الإسلام السياسي) على الإسلام والمسلمين. منذ بداية الثمانينات وعندما لفظت كثير من الدول الإسلامية تلك الفئة الضالة من بلدانها وجدت أرضا خصبة لها في الدول الغربية، حيث استغلت هامش الحرية المتاح من أجل بناء أجيال تتبنى الأفكار الراديكالية، وكلما دخل العالم الإسلامي في أزمات استغلته تلك الجماعات الراديكالية لدفع الشباب من أبناء الجاليات إلى مزيد من التطرف. فكانت النتيجة أن هذه الجماعات فتحت صراعا بين الجاليات المسلمة والمجتمعات التي تعيش فيها، ترافق ذلك مع تغيرات تموج في المجتمعات الغربية نفسها حتى لاقى اليمين المتطرف والشعبوي تلك الجماعات في منتصف الطريق، فظهرت على السطح مفاهيم جديدة كالإسلاموفوبيا ومعاداة المسلمين وتكفير المجتمعات الغربية، بل وحتى تكفير المجتمعات الإسلامية.
سيادة الرئيس ماكرون، الإسلام لا يعاني من أي أزمة ولكن المجتمعات المسلمة تعاني من أزمات حقيقة تتمثل في تلك الجماعات المتطرفة التي تجثم على صدور المسلمين أينما حلوا. وحان الوقت سواء على الحكومات الغربية أو العربية أن تتخذ مزيدا من الإجراءات لتحجيم تلك الجماعات وحان الوقت للمجتمعات المسلمة أن تلفظ هذه الفئة الضالة (خوارج العصر) وتعالج الجروح الغائرة التي تسبب بها هؤلاء.
باحث سياسي
ramialkhalife@